فــي ذكــرى النكــبـهـ

زادَ عُمْرُ الأسْرِ عاماً بعد عاما!
لَنْ يَظَلَّ الأسْرُ فينا مُسْتَداماْ !
يا بِلادي قَدْ تَشَبَّعْنا جِراحاً،
آنَ لِلْجُرْحِ المُعَنَّى أنْ يَناما !
يا بِلادي قَدْ تَشَبَّعْنا كَلاماً،
زادَ عُمْرُ الأسْرِ مُذْ زِدْنا الكَلاما !

… يا بِلادي، في المَنافي كيفَ نَحْيا ؟!

أيُّ عَيْشٍ إنْ قُصوراً أو خِياما ؟!
ألْصَقوها في أسامينا ولكنْ
أنتِ حَصْراً كُنْتِ للقلبِ الغراما !
إنْ ذُكِرْتِ، هَبَّ طولُ الصَّبْرِ فينا
مِنْ هَجيرٍ يُلْهِبُ الصَّدْرَ انْتِقاما !!

… يا بِلادي، كيفَ ننسى اليومَ عَهداً
بَينَنا مِنْ قَبلِ تاريخٍ تَرامى ؟!
هَلْ نُداري عَنْ جِراحٍ ألْهَبَتْنا،
والدّماءُ الحُمْرُ خضَّبَتِ السهاما ؟!
هَلْ نُماري في الضِّياءِ بِوَسْطِ ظُهْرٍ،
هَلْ سَنَسقي روحَنا زُوراً تَنامى ؟!

… في مَنافٍ، في سُجونٍ يا بِلادي،
لَنْ نبيعَ الروحَ كَيْ نُرضي اللِّئاما !
يَطْلُبونَ الصَّوْمَ مِنّا صَوْمَ صَمْتٍ،
عنكِ يَوْماً ما تقَبَّلْنا الصِّياما !
قَدْ تَحَدَّيْنا الظلامَ بِكُلِّ سِجْنٍ
مُنْذُ بُحْنا: " إنَّنا نهوى الظّلاما " !
… زادَ عُمْرُ الأسْرِ عاماً قلَّ عاما!
لَنْ يَظَلَّ الأسْرُ فينا مُسْتَداما !
فاقْبَلينا يا بِلادي حينَ نَأتي،
مِنْ دِمانا أشْعِلي نوراً تَسامى !
حينَ نَهْوي كَيْ تُصيبي نورَ شَمْسٍ،
إعْلَمي أنَّا تَذَوَّقْنا السَّلاما !!